الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة لطفي العبدلي: الدعارة والـمواخـيـر لــم يبتدعها «حكايات تونسية»

نشر في  15 جويلية 2015  (12:23)

لهذا تم إيقاف برنامج الألعاب «شيش بيش»

موعد المسلسل يتزامن مع «التراويح» فماذا يفعل المتّقون أمام التلفزيون؟

سجل الممثل لطفي العبدلي حضوره خلال رمضان 2015 في اكثر من عمل تلفزي، حيث شاهدناه في دور كوميدي مختلف عن الاعمال التي قدمها سابقا ونقصد  دور «عمار» في سلسلة «البوليس» كما نشاهده في دور هام في المسلسل المثير للجدل «حكايات تونسية» اضافة الى مشاركته الرمزية في «ليلة الشك»، ولم تقتصر مشاركة العبدلي على الاعمال الكوميدية والدرامية حيث رأيناه منشطا  لبرنامج الألعاب «شيش بيش» والذي توقف دون سابق انذار او توضيح..
حول هذه الاعمال، والسر وراء ايقاف «شيش بيش» كان لنا هذا الحوار مع صاحب «ماد ان تونيزيا»...

اثار ايقاف برنامج الالعاب «شيش بيش» نقاط استفهام عديدة فماذا حصل تحديدا؟
شخصيا تم اعلامي بالقرار فجأة، وباستفساري عن الموضوع علمت من المشرفين على قناة التاسعة، أنهم خيروا الاحتفاظ بالمنوعة للبرمجة القادمة وذلك لكثافة البرامج الرمضانية وحيرة المشاهد امام هذا الزخم وبناء عليه قرروا بث البرنامج في وقت لاحق حتى يلاقي النجاح المطلوب .
لكن قيل ان عدم نجاح البرنامج في جلب المستشهرين هو السبب وراء ايقافه؟
هذا غير صحيح بالمرة لأن البرنامج ناجح وهذا ما لمسته من خلال ردود الأفعال كما أن البرنامج تمكن من جلب عدد محترم من المستشهرين.
ماهو مصير  الطفلة إيلاف التي كان من المنتظر ان يتبرع اليها البرنامج بمبلغ مالي قصد اجراء عملية واستعادة نطقها وسمعها؟
صراحة لا علم لي ان كانت عائلة الطفلة تحصلت على المبالغ المالية التي تم الفوز بها خلال البرنامج أم لا، لكن اعتقد ان البرنامج سيسلم العائلة المبلغ المطلوب ..
لاحظنا خلال البرنامج استضافة سمير ديلو، فكيف جاء الصلح؟
البرنامج كان مفتوحا امام الجميع، سواء من اتفق او اختلف معهم، من جهة اخرى انا لا اوجه الدعوات الى الضيوف بل يتم اعلامي بهوية الضيف من قبل فريق الاعداد، ومن باب الاحتراف انا لا اتدخل في ضيوف البرنامج ولا يمكنني الرفض او القبول، كما افيدكم انه لا يوجد اي خلاف شخصي مع سمير ديلو، لقد سبق أن ادليت برأيي فيه حين كان وزيرا واليوم انتهى الخلاف .
هناك من انتقد طريقة تنشيطك واعتبرك دخيلا عن الميدان؟
من ينتقدني مطالب بتقديم البديل وانارتنا بمواهبه وتقديم برنامج افضل من الذي قدمته، كما ان هدف البرنامج لم يكن الاضحاك بل ربح مبالغ مالية، ولم اكن مطالبا بان اكون «كراكوزا» حتى اعجب البعض، ومن كان ينتظر مني اضحاكه اخبره ان يتحول الى المسرح ويشاهدنا على الركح لان لكل مقام مقالا.
هل تفكر في خوض تجارب اخرى في مجال التنشيط التلفزي؟
هذا الامر لا يتعلق بما اريد بل باصحاب المؤسسات الاعلامية، وهنا اشير الى اني اتلقى سنويا قرابة 6 أو 7 عروض لتنشيط برامج تلفزية وكنت ارفضها .
بعيدا عن «شيش بيش»، هل توافقني الرأي في أن سلسلة «بوليس..حالة عادية» ظلمت امام كثرة الاعمال الرمضانية وهو ما جعلها لا تذكر في نسب المشاهدة؟
ما اريد توضيحه هنا ان هناك فرقا بين احتلال المراتب الاولى في نسب المشاهدة  تحقيقا لمصالح شخصية وبين ما يراه المشاهد وما يقبل عليه، فجميعنا يعلم ان شركات سبر الاراء لم تعد تتسم بالمصداقية وان كل ما في الامر هو اشتراء ذمة هذه الشركات حتى تنحاز لبرنامج على حساب الآخر، لقد كان بامكاننا منح 200 الف دينار لاصحاب هذه الشركات حتى نحتل المراتب الاولى بمعنى ما يشهده هذا الشهر من «ترافيك» في نسب المشاهد كبير للغاية لهذا لم اهتم يوما بما تقدمه شركات سبر الاراء وما يهمني فعلا هو رأي المشاهدين الذين اتفقوا على كون سلسلة «بوليس» من احسن الاعمال الكوميدية التي قدمت خلال هذه السنة بل سلسلتنا لم تجد منافسا بنفس الحجم .. كما اؤكد ان «الرشوة» تسيطر على البلاد من الطرقات الى الاعلاميين الى شركات سبر الاراء، وهي ليست حكرا على الأمنيين ..
كانت لك مشاركة في مسلسل «ليلة الشك» حيث رأيناك في الحلقة الأخيرة وفي مشهد لم يتجاوز بعض الثواني، فهل نفهم ان هناك جزءا ثانيا من العمل، ثم الم تنزعج من هذه المشاركة المتواضعة؟
ما اثار انتباهي هو أن مشاركتي اقتصرت على بعض الثواني كما قلت لكنها جذبت انتباه المشاهد، وهذا اكبر  دليل على ان الحيز الزمني ليس مهما قدر الاضافة التي يقدمها الممثل، فهناك من سجل حضوره في بعض الاعمال الرمضانية في اكثر من مائة مشهد لكنه لم يجلب الانتباه اليه ومرت مشاركته مرور الكرام لكني وفي بعض الثواني تركت بصمتي .
صدقا وبعد مشاهدة النجاح الذي حققه المسلسل الم تتمن لو انك كنت من ضمن ابطاله؟
اطلاقا لا، فأنا لا يمكنني تسجيل حضوري في كل الاعمال الرمضانية كما انه لم يكن بامكاني المشاركة في عملين للمخرج مجدي السميري وهما «البوليس» و»ليلة الشك».
هل يمكن اعتبار المخرج مجدي السميرة مفاجاة رمضان 2015؟
مجدي السميري اكتشفناه منذ سلسلة «هابي ناس»، ثم تطورت اعماله واكتسبت اكثر حرفية، فمجدي يحاول تطوير نفسه على عكس البعض، اضافة الى ان من ميزات هذا المخرج هو تقدير الممثل التونسي وتعامله معه بعقلية المحترف، وهو ما يعوز البعض.
لنأت الى «حكايات تونسية»، وما اثاره هذا العمل من ضجة على شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام، فهل تتابع ما يقال، وماهو تعليقك، خاصة وانك من ابطال العمل؟
كل ما استطيع قوله هو أن هذه الضجة من شأنها ان تخدم العمل وهي ايجابية للغاية، اما بخصوص محتوى الضجة فان ما جذب انتباهي هو هل ان التونسي لا يعرف ما يحصل داخل مجتمعه، ولماذا كل هذا الانكار للذات؟ ان ما يمرر في المسلسل موجود وبكثرة في مجتمعنا وليس مستوردا من مجتمعات اخرى، ألا يعرف التونسي أن حي النصر هو في حقيقة الأمر حي الدعارة اذن ما سرّ كل هذا التفاجؤ، وهل يجهل المنتقدون أن دار «عبد الله قش» موجودة منذ قرابة 200 سنة في تونس وان بيوت الدعارة منظمة ومرخص لها من الحكومة ولا نتحدث هنا عن شقق الدعارة الخاصة المنتشرة في كل مكان، نحن سلطنا الضوء على فئة من هذه المجتمع ولم نبتدع الحكايات التونسية .
لكن كان بامكانكم الخوض في كل هذه المواضيع بطريقة فنية بعيدا عن المباشراتية والغوص في التفاصيل التي قد لا تقدم اضافة  للعمل؟
هذا يعتبر تدخلا في الرؤية الاخراجية، وكل من يقول مثل هذا الكلام عليه انجاز مسلسل برؤيته هو لا برؤية ندى المازني حفيظ، وكل من لم يعجبه العمل ما عليه سوى الانتقال الى قنوات العائلة  وكما يقال «بيناتنا فلسة» من جهة اخرى من حق المشاهد ان ينقد الاعمال التي تقدم على القناة الوطنية ويحاسبها لانه يدفع مبلغا ماليا قدره 7 دنانير للتلفزة في كل فاتورة كهرباء، اما القنوات الخاصة فلا حق له في انتقادها لانه لا يدعمها .
واما بالنسبة لكل من يقول ان المسلسل من شانه ان يؤثر على الاطفال، فاقول له وهل تربي ابناءك امام التلفاز ولماذ تتركه يشاهد المسلسل؟
من جهة أخرى اقول لكل من يعتبر ان ما يبث عيب وحرام ويطلق احكامه الاخلاقوية أن توقيت بث المسلسل يتزامن مع صلاة التراويح، فماذا تفعل في ذلك التوقيت بمنزلك؟
لكن لا يجب ان تنكر ان المسلسل تجاوز كل الخطوط الحمراء وتطرق الى مواضيع صادمة بطريقة صادمة ؟
انا لست ضد ان يتجاوز العمل الفني كل الخطوط الحمراء وشخصيا تجاوزت هذه الخطوط في مسرحيتي ..
قلت في مسرحيتي، بمعنى ان هذه المواضيع بامكانك الخوض فيها على خشبة المسرح وقاعات السينما وليس على الشاشة الصغيرة؟
للمواطن الحرية في الذهاب للمسرح او السينما وله كامل الحرية ايضا في مشاهدة ما يراه صالحا في منزله فهو يمتلك جهاز تحكم يمكنه من الانتقال من قناة الى اخرى دون رقيب، ثم كيف ينتقد البعض وبشراسة المسلسل ثم يصر من جهة اخرى على متابعته بانتظام، هذا الامر لا يمكن تسميته سوى بازدواجية غريبة في شخصية التونسي (سكيزوفرانيا) ، عموما لقد اجتهدت المخرجة وقدمت رؤيتها الخاصة لهذه الفئة وهي حرة في ذلك، اما بالنسبة للمحترفين والنقاد الذين وجهوا سهام نقدهم الى المسلسل فننتظر منهم ان يقدموا اعمالا افضل من الذي قدم ..
هل نفهم من كلامك أنك لم تندم على هذه المشاركة بعد كل ما قيل ؟
لا استطيع الندم على مشاركتي في عمل ناجح، قد لا اكون متفقا مائة بالمائة مع طريقة الطرح لكني ارفض التدخل في الرؤية الاخراجية كما اخبرتك .
ماهو تقييمك للاعمال الدرامية بصفة عامة؟
انا سعيد جدا بهذا الزخم في الاعمال الرمضانية، وبهذا التطور على المستوى التقني والطاقات الشابة، في الاثناء ما لاحظته هو بروز ديكتاتورية جديدة هذه السنة وهي ديكتاتورية الاشهار التي تتحكم في مصير الاعمال الفنية وتقرر من يحتل المراتب الاولى ومن لا يذكر بتاتا وهو ما جنى على عديد الاعمال المتميزة، وبصفة عامة ما استطيع قوله هو أن «ليلة الشك» كان متميزا و«اولاد مفيدة» ممتازا ، و»ناعورة الهواء» تراجع مقارنة بالسنة الفارطة ، و«الريسك» ظلمه التطرق الى اكثر من موضوع، واما «نسيبتي العزيزة» فيجب ان يتوقف والا يكون هناك جزء اخر.
من من الممثلين والممثلات يستحق أو تستحق لقب نجم ونجمة رمضان 2015؟
شخصيا ارى أن نجيب بالقاضي وعاطف بن حسين وكمال التواتي والشادلي العرفاوي هم نجوم رمضان وان درة زروق ووحيدة الدريدي واميمة بن حفصية ورشا معاوية هن نجمات رمضان واما بالنسبة لافضل مخرج فهو مجدي السميري دون منازع.
هل ستواصل عرض مسرحية مايد ان تونيزيا ؟
صدقا لقد كان هناك طلب كبير على النسخة الجديدة من مسرحيتي «ماد ان تونيزيا: باست اوف شو» والى حد الآن قدمت مسرحيتي امام شبابيك مغلقة ومن المنتظر ان اسجل حضوري في جل المهرجانات الصيفية .
هل تلقيت عروضا مدعمة ؟
بالنسبة لوزارة الثقافة انا غير موجود وغير مصنف ضمن قائمة الممثلين حيث لم اتلق يوما دعما وشخصيا لا اريد ذلك ولا الهث يوما وراء العروض المدعمة .
ختاما ، متى يقرر العبدلي الخروج من جلباب ماد ان تونيزيا؟
لن اخرج من جلباب المسرحية لان الجمهور يحب المسرحية ويقبل عليها وكيف اتخلى عن عمل ناجح وتمكن من جلب اكبر عدد من الجمهور، من جهة اخرى انا لم احافظ على نفس النص بل وفي كل عرض اقدم الجديد والجمهور يعي جيدا انه سيشاهد مسرحية جديدة في كل عرض.

حاورته : سناء الماجري